کد مطلب:239496 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:140

لم یبق الا خیار واحد
و من ناقلة القول هنا : أن نقول : ان ذلك یدل علی فهم المأمون للداء ؛ مما ساعده علی معرفة الدواء، الذی تجرعه المأمون - رغم مرارته القاسیة، التی لم تكن لتقاس أبدا بما سوف یعقبها من راحة و طمأنینة و هناء - تجرعه - بكل رضا، و رجولة، و شجاعة ..

ان المأمون - علی ما أعتقد - و ان كان قد ثقل علیه أمر البیعة لرجل غریب، و من أسرة هی أقوی و أخطر المنافسین للحكم العباسی فی



[ صفحه 203]



تلك الفترة .. و لكن ما الحیلة له بعد أن لم یعد أمامه أی خیار فی ذلك .. الا اذا أراد أن یتغابی أو یتعامی عن ذلك الواقع المزری الذی وصلت الیه خلافته، التی أصبحت ظلا، لا یلبث أن تلتهمه أشعة الشمس المشرقة، فتحوله الی سراب ..

ما الحیلة له .. بعد أن رأی لن تنقاد له الرعیة و القواد، و لن تستقیم له الامور الا اذا أقدم علی مثل تلك اللعبة الجریئة ..

و لقد صرح المأمون نفسه للریان، بعد أن أخبره الریان بأن الناس یقولون : بأن البیعة للامام كانت من تدبیر الفضل بن سهل - صرح بقوله : « .. ویحك یا ریان، أیجسر أحد أن یجی ء الی خلیفة، قد استقامت له الرعیة، و القواد . و استوت له الخلافة ؛ فیقول له : ادفع الخلافة من یدك الی غیرك ؟ أیجوز هذا فی العقل ؟! [1] .


[1] أعيان الشيعة ج 4 قسم 2 ص 113، و البحار ج 137 / 49، و عيون أخبار الرضا ج 151 / 2، و مسند الامام الرضا ج 75 / 1.